أدى تطور السيارت إلى تغيير طريقة قيادتها والتفاعل معها. ومع ذلك، فإن هذا التطور يرتبط بمخاوف متعلقة بالأمن السيبراني، فمع استمرار تطور السيارات الذكية ودمج المزيد من التقنيات الحديثة ينمو خطر الهجمات السيبرانية بنحو كبير.
تخيل أنك تقود سيارتك على الطريق السريع، وتستمتع بالمزايا المتقدمة لنظام الملاحة في سيارتك الذكية أو نظام القيادة الذاتية، ثم تكتشف أن أحد القراصنة اخترق نظام سيارتك، تبدو هذه الفكرة مخيفة، لكنها أصبحت محتملة بنحو كبير في الوقت الحالي.
إليك أهم نقاط الضعف المحتملة في المركبات الذكية التي قد تؤدي إلى اختراقات سيبرانية:
تستخدم المركبات الحديثة الذكية شبكات اتصال لاسلكية مختلفة، مثل: البلوتوث والواي فاي، ويمكن أن تكون هذه الشبكات نقاط دخول للمتسللين إذا لم تكن آمنة؛ إذ يمكن أن تسمح الشبكات غير الآمنة لمجرمي الإنترنت بالوصول غير المصرح به إلى أنظمة سيارتك، مما يؤدي إلى خروقات محتملة للبيانات أو السيطرة على وظائف معينة في السيارة.
مثل أي جهاز رقمي، يمكن أن يكون للبرنامج المضمن في سيارتك نقاط ضعف، مثل: الأخطاء البرمجية أو عدم الحصول على تحديثات أمنية، ويمكن للمهاجمين السيبرانيين استغلال نقاط الضعف هذه لإدخال البرامج الضارة إلى نظام السيارة أو السيطرة على النظام.
تجمع سيارتك الذكية الكثير من البيانات، مثل: المعلومات الشخصية وعادات القيادة. وإذا لم تتوفر حماية كافية لهذه البيانات من خلال التشفير القوي وحلول التخزين الآمنة، فيمكن للجهات الضارة الوصول إليها وإساءة استخدامها.
في الوقت الحالي لا توجد بروتوكولات أمان موحدة عبر مختلف الشركات المصنعة للسيارات الذكية، وقد يؤدي هذا الافتقار إلى البروتوكولات الموحدة إلى تناقضات وثغرات في التدابير الأمنية، مما يجعل بعض المركبات أكثر عرضة للتهديدات السيبرانية من غيرها.
مع أن أنظمة الدخول من بُعد دون مفتاح توفر مستوى عاليًا من الراحة للسائق، فمن الممكن استغلالها أيضًا؛ إذ يمكن لمجرمي الإنترنت استخدام هجمات تشويش الإشارة لاعتراض الاتصال بين مفتاحك والمركبة، مما يتيح الوصول غير المصرح به إلى أنظمة السيارة.
من ناحية أخرى، أشار تقرير الأمن السيبراني العالمي للسيارات لعام 2021 من شركة الأمن السيبراني Upstream Security إلى أن التحديثات اللاسلكية (OTA) التي تهدف إلى تحسين أداء السيارة، تتضمن نقاط دخول محتملة للمهاجمين السيبرانيين.
تخيل أنك تقود سيارتك على الطريق السريع وفجأة يتوقف محرك سيارتك أو يخرج نظام التوجيه عن السيطرة. هذا ليس خيالًا علميًا، إنه سيناريو حقيقي يمكن أن يحدث نتيجة لهجوم إلكتروني. فالمركبات الحديثة المجهزة بأنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS) ومزايا القيادة الذاتية معرضة بنحو خاص لهذه الأخطار.
ومن التأثيرات المهمة للهجمات الإلكترونية على المركبات احتمال فقدان السيطرة؛ إذ يمكن للمتسللين استغلال نقاط الضعف للسيطرة على وظائف مهمة مثل المقود والمكابح. يشكل هذا النوع من الاستيلاء تهديدًا مباشرًا لكل من السائق ومستخدمي الطريق الآخرين.
هناك أيضًا هجمات قد تخترق نظام الملاحة GPS، فعند التنقل عبر مناطق غير مألوفة، تعتمد بنحو أساسي على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للحصول على الاتجاهات. ويمكن للمتسلل التلاعب ببيانات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتضليلك، مما قد يقودك إلى مواقع خطيرة أو معزولة.
هناك مصدر قلق آخر هو تعطيل السيارة من بُعد، فمن خلال الاختراق، يمكن للمهاجمين تعطيل محرك سيارتك أو أنظمتها الكهربائية، مما يجعلك غير قادر على القيادة أو التحكم في السيارة.
خطر آخر مرتبط بالبيانات الشخصية التي تجمعها سيارتك، مثل: الوجهات وعادات القيادة، ومعلومات الأجهزة المتصلة بنظام السيارة كالهاتف والجهاز اللوحي؛ إذ يمكن أن يؤدي الاختراق إلى سرقة معلومات حساسة، مما يؤدي إلى سرقة الهوية أو مخاطر أمنية شخصية أخرى.
إليك بعض النصائح التي تساعدك في حماية نظام سيارتك الذكية لتقليل احتمال تعرضها للاختراق: