أكد ريان ماكفرسون، المدير الإقليمي لمجلس صناعات الطاقة في الشرق الأوسط وأفريقيا، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة النظيفة. فمن خلال إستراتيجية شاملة وواضحة، تستثمر الإمارات بكثافة في مشاريع مبتكرة ومتنوعة للطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر، مما يعزز مكانتها كرائد إقليمي في هذا المجال.
شهد قطاع الطاقة المتجددة في الإمارات نموًا ملحوظًا خلال العامين الماضيين، حيث أضافت الدولة 7 مشاريع جديدة بقيمة تبلغ 2.16 مليار دولار، وتشمل هذه المشاريع مجموعة متنوعة من التقنيات المتجددة من بينها الطاقة من النفايات، والطاقة الحرارية الأرضية.
كما ستشغل دولة الإمارات ما يصل إلى 13 مشروعًا للطاقة الشمسية بحلول نهاية هذا العام، مما يسهم بإضافة 10.6 جيجاواط إلى مزيج الطاقة بحلول نهاية العام الجاري 2024، وذلك مع استمرار الدولة بتطوير مشاريع جديدة لاستغلال وفرة الإشعاع الشمسي طوال العام، وذلك وفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية (وام).
يُعدّ مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، هو أكبر مشروع إستراتيجي لتوليد الطاقة المتجددة في موقع واحد في العالم، وهو مشروع متعدد المراحل يهدف إلى الوصول إلى قدرة إنتاجية إجمالية تبلغ 5000 ميجاوات، مما يساهم بشكل كبير في تعزيز قدرة الإمارات من الطاقة المتجددة.
وأشار ماكفرسون، إلى أن المجمع افتتح آخرًا المرحلة الخامسة وهو حاليًا على الجدول الزمني لبدء المرحلة السادسة بحلول نهاية العام، مؤكدًا أن هذا المشروع، إلى جانب المشاريع الأخرى في قطاع الطاقة النووية، يظهر التزام الإمارات بتنوع مصادر الطاقة والانتقال نحو مستقبل أكثر استدامة
وعلى هامش أعمال النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب28) COP28، الذي أُقيم هذا العام في مدينة دبي في نهاية العام الماضي، أطلق سمو الشيخ محمد بن راشد؛ نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركّزة على مستوى العالم، ضمن المرحلة الرابعة من (مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية) في دبي.
ويمتد المشروع على مساحة إجمالية تصل إلى 44 كم مربع وباستثمارات تصل إلى 15.78 مليار درهم، ويستخدم 70,000 من المرايا (heliostats) التي تتبع حركة الشمس، ويضم أعلى برج للطاقة الشمسية المركزة في العالم على ارتفاع 263 مترًا.
ويضم أيضا أكبر سعة تخزينية للطاقة الحرارية في العالم بقدرة تبلغ 5,907 ميجاواط/الساعة، وذلك وفق جينيس للأرقام القياسية العالمية، كما سيخفض انبعاثات الكربون بأكثر من 1.6 مليون طن سنويًا، مما يعزز دور دبي كقطب عالمي رائد في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة والعمل المناخي.
بالإضافة إلى الطاقة الشمسية، تولي الإمارات طاقة الرياح والهيدروجين الأخضر اهتمامًا كبيرًا، إذ بدأت العام الماضي بتشغيل ثلاث مزارع رياح برية بقدرة إجمالية تبلغ 99 ميجاواط، وتشمل مشاريع في جزيرة صير بني ياس ودلما والسلع.
بالإضافة إلى ذلك، يركز (برنامج الإمارات لطاقة الرياح) في تطوير تقنيات حديثة للاستفادة من الرياح في مختلف أنحاء الدولة، مما يعزز مستقبل طاقة الرياح كجزء من مزيج الطاقة.
كما تستهدف الإمارات إنتاج 1.4 مليون طن من الهيدروجين سنويًا بحلول عام 2031، مما يضعها في طليعة الدول المنتجة للهيدروجين الأخضر والأزرق، وتأتي هذه المبادرات كجزء من رؤية الإمارات لتصبح رائدة عالميًا في مجال الهيدروجين، مع التركيز في تطوير مشاريع واسعة النطاق وتقنيات متقدمة لتعزيز استخدام الهيدروجين كمصدر طاقة نظيف ومستدام.
تعتمد إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 على تنويع مصادر الطاقة والتحول نحو مصادر نظيفة ومتجددة. وقد خصصت الدولة ميزانية ضخمة قدرها 54 مليار دولار لتحقيق أهداف هذه الإستراتيجية، مما يعكس التزامها بتحقيق مستقبل أكثر استدامة.
ومن ثم، تؤكد الاستثمارات الضخمة والمشاريع الطموحة التي تنفذها الإمارات في قطاع الطاقة النظيفة التزامها الراسخ بالتحول نحو اقتصاد مستدام. ومن المتوقع أن تساهم هذه الجهود في تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للطاقة المتجددة، وتوفير مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.