سمحت الابتكارات المختلفة في مجال تصنيع السيارات للناس بالتنقل لمسافات أطول وبسرعة أكبر واستهلاك وقود أقل مقارنةً بالسنوات السابقة. وقد كانت صناعة السيارات قوة دافعة للابتكار لعدة عقود وتستمر بذلك مع ظهور الذكاء الاصطناعي الذي أثر في كل الصناعات تقريبًا، وأبرزها: مجال تصنيع السيارات.
فيما يلي خمس طرق يمكن الذكاء الاصطناعي من خلالها إحداث ثورة في صناعة السيارات:
القيادة الذاتية من أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال صناعة السيارات. وفي الوقت الحالي تطور بعض الشركات مثل: Tesla و Weymo و Uber السيارات الذاتية القيادة القادرة على التنقل عبر الطرق المعقدة واتباع قواعد المرور وتجنب العقبات دون الحاجة إلى تدخل بشري.
وباستخدام نظام مكون من الكاميرات وأجهزة الاستشعار والرادار، بالإضافة إلى خوارزميات اتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، تستطيع السيارة تحليل البيئة واتخاذ قرارات لحظيًا. ويأمل المطورون أن تساعد أنظمة القيادة الذاتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الحد من حوادث المرور الناجمة عن الخطأ البشري، وتوفير حلول لكبار السن والأشخاص غير القادرين على القيادة.
بدأ الذكاء الاصطناعي بتغيير الطريقة التي تتلقى بها المركبات الصيانة من خلال التحليلات التنبئية. فباستخدام أجهزة الاستشعار داخل المركبة وسجلات الصيانة يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات والتنبؤ بموعد اقتراب أحد الأجزاء من نهاية عمره الافتراضي وحاجته إلى صيانة أو التغيير قبل حدوث عطل فعلي.
يساعد هذا في تقليل تكاليف الإصلاح وتقليل وقت التوقف عن العمل، بالإضافة إلى إطالة عمر المركبة. وقد تتكامل مثل هذه الأنظمة أيضًا مع التطبيقات في الهواتف الذكية، وتحذر أصحاب المركبات من المشكلات التي تحتاج إلى معالجة.
في العديد من الصناعات، وخاصة تصنيع السيارات، يعمل الذكاء الاصطناعي في تسهيل العديد من العمليات وتسريعها؛ إذ يمكن للروبوتات المخصصة إكمال المهام المعقدة في التصنيع. وخلال هذه العملية، يمكن لخوارزميات التعلم الآلي تحليل بيانات الإنتاج، والبحث عن المشكلات وعدم الكفاءة في سير العمل. وسيؤدي هذا إلى تحسين الإنتاجية وتحسين جودة التصنيع وتقليل النفايات، مما يؤدي إلى توفير تكاليف التصنيع.
يساعد إدماج الذكاء الاصطناعي في السيارات في تعزيز تجربة القيادة بنحو كبير. وذلك من خلال دمج أنظمة المعلومات والترفيه المتقدمة التي يمكنها تقديم خدمات مخصصة للسائق، مثل: المساعدين الافتراضيين مثل سيري وأليكسا، الذين يمكنهم التحكم في درجة حرارة وتشغيل الموسيقا والاتصال دون أن يضطر السائق إلى إبعاد عينيه عن الطريق للقيام بذلك بنفسه. يمكن تعليم هذه الأنظمة القيام بذلك باستخدام الأوامر الصوتية. هذا يجعل القيادة أكثر متعة وأمانًا وراحة، خاصة مع وجود مزايا تلبي احتياجات السائق المحددة.
باستخدام أنظمة الملاحة الذكية، يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين التنقل؛ إذ تتكامل أنظمة الذكاء الاصطناعي مع الخدمات الموجودة في تطبيقات الملاحة مثل: Waze الذي يحلل بيانات الطرق لحظيًا لاقتراح طرق بديلة أكثر أمانًا وأقل ازدحامًا، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي هذه أيضًا الاستفادة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار وأجهزة تحديد المواقع العالمية الأخرى لتحليل توقيتات إشارات المرور والتنبؤ بالازدحام القادم على الطرق المختلفة.
يوفر هذا تحديثات لحظية عن حال المرور؛ مما يقلل الازدحام المروري، وسيؤدي هذا إلى تقليل انبعاثات المركبات، وتحسين التنقل في المناطق الحضرية.
الذكاء الاصطناعي تقنية ثورية غيّرت جميع الصناعات تقريبًا. وفي مجال صناعة السيارات، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على جعل تصنيع السيارات وقيادتها أكثر أمانًا وكفاءة للجميع. إذ يجلب الذكاء الاصطناعي تغييرات غير مسبوقة إلى هذا المجال، مما سيحسن السلامة والكفاءة وتجربة القيادة. ومع استمرار تقنية الذكاء الاصطناعي بالتطور، ستظهر المزيد من الابتكارات في المستقبل.